هــل يسقــط القذافــي فــي ذكــرى الإمــام الصــدر
د.نسيب حطيط
يؤكد التاريخ والعدل الإلهي بأن المظلوم سينتصر على الظالم مهما طال الزمن وعظم جبروته ،وأن العميل يقتله سيده لإنتهاء صلاحيته أو لإستبداله أو يسقطه الأحرار والمظلومون،وكثيرا ما ينتصر المقتول على القاتل ،والسجين على الجلاد، والدم على السيف والكلمة على الرصاصة والمظلوم على المحتل والمستعمر.
بعد ثلاثة وثلاثين عاما على اختطاف الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين يتهاوى هيكل القذافي الذي بني على جماجم سجناء(أبو سليم)وإغتيالات القادة وتسخيف الوحدة العربية تنفيذا لتعليمات أميركية ، بلبوس ثوري وقومي وإسلامي من نافذة (الكتاب الأخضر)الذي قضى على الأخضر واليابس في ليبيا .
لقد أوعز الصهاينة وعملاؤهم بالتعاون مع خصوم الإمام الصدر لإختطاف الإمام الصدر ورفيقيه ،لإغتيال الكلمة والموقف المقاوم ، وقمع المقاومة القادمة بعد هزيمة العرب في حرب 1967 وبعد إشتعال الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 مقدمة لإتفاقية كامب دايفيد للبدء بالعصر الإسرائيلي الذي اجتاح العالم العربي، بعدما أطلق الإمام الصدر شعاره المجيد (أن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين ).
لقد أطلق الإمام الصدر أول حركة مقاومة شعبية عربية ( أفواج المقاومة اللبنانية-امل) بعد حركة المقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض العربية المحتلة بما فيها القدس حيث أن ميثاق حركة أمل أول ميثاق لحركة مقاومة لبنانية عربية يؤكد على تحرير القدس .
كان الإمام الصدر يحاول إطفاء الحرب الأهلية و الفتنة الطائفية، لكن المؤامرة كانت أكبر من قوته وابتلعته عبر اختطافه على يد القذافي ، لكنها لم تطفىء شعلة المقاومة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي فلم يهجر مسيحيا ردا على ارتكابات الكتائب وحلفاؤها واطلق صرخته (إن كل رصاصة تطلق على دير الأحمر إنما تطلق على عمامتي ومحرابي وصدري) ،(لأن السلم الأهلي أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل).
لقد أعلن الإمام الصدر أن حدود لبنان هي البحر وسوريا وإسرائيل، والتعامل مع إسرائيل حرام والبحر يعني الإنتحار أو الهجرة،فدعا لأفضل العلاقات مع سوريا ،لتأمين التواصل مع العرب.
لقد آمن الإمام الصدر وسعى لوحدة الجهات العربية ،فخطب في الجيش الثالث المصري على قناة السويس علم 1970 ،وصلى إماما بضباط الحرس الوطني السعودي بحضور الملك عبد الله(يوم كان قائدا للحرس الوطني) ، وأسس هيئة نصر الجنوب من القادة الروحيين ، ليعلن أن قتال إسرائيل مسؤولية اللبنانيين والأديان جميعا ، وليس مسؤولية الشيعي الذي يتطوع ليكون رائدا بالقتال للدفاع عن لبنان ،فإإذا قصرت الدولة وتقاعس الآخرون، فلن يتنازل ي عن بندقيته (ولن يقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما).
في الذكرى الثالثة والثلاثين لإختطاف الإمام الصدر ورفيقيه يعيد التاريخ نفسه، فقد سقط صدام حسين في يوم إعدامه للشهيد المرجع السيد باقر الصدر، و سقط مبارك سجينا بين القضبان في ذكرى اعتقال ما يسمى خلية حزب الله المناصرة لغزة ،وسيسقط المجرم القذافي في ذكرى إختطاف الإمام الصدر.
ويبقى السؤال أين مسؤولية الدولة والمجتمع الدولي في كشف القضية ،بعدما قصرنا جميعا أبناء وأنصارا ودولة لبنان بحق الإمام الصدر،و نطالب بالأمور التالية:
- مبادرة الحكومة لتشكيل لجنة أمنية -سياسية وإرسالها إلى ليبيا لمتابعة الأمور ميدانيا .
- مبادرة القضاء اللبناني الطلب للأنتربول بتسليمه المسؤولين الليبيين الواردة أسمائهم في مذكرات التوقيف .
- التقدم للمحكمة الجنائية الدولية بطلب محاكمة القذافي وأعوانه في قضية الإمام الصدر ورفيقيه.
الإمام الصدر ليس بحاجة لنا ولدعمنا فأجره على الله ويكفيه مجدا أننا لا زلنا نغرف من نبعه العذب كلما اشتد العطش بنا، ونفطر على مائدة مبادئه، كلما اشتد بنا الجوع للعدالة والعزة حتى لا نستسلم أو نساوم.